الخميس، 22 مايو 2014

اغتيال رهبان تبحرين بين الحقيقة والوقائع والسياسة والمصالح ؟؟؟

ليلة 27/26 مارس 1996 وفي جنح الليل تُداهم قوّة مسلّحة مجهولة كنيسة تبحرين في أعالي جبال المدية لتقوم بخطف رهبانها ذوو الأصول والجنسية الفرنسية السبعة واقتيادهم الى مكان مجهول بينما ينجو اثنان بأعجوبة

الرهبان السبعة (07) المختطفون
وفي نفس التوقيت تقوم مجموعة أخرى تابعة لها بمداهمة بعض المنازل المجاورة وتحطيمها ونهبها واختطاف وتصفية جزائريين لعدّة ساعات وهو ما لا تتعرّض له أغلب وسائل الاعلام أو تتجاهله أو يغيب عنها نذكره اليوم للتاريخ تجري العملية رغم سريان حالة الطوارئ وحضر التجوال وبعد أسبوع فقط من قيام الجيش بتمشيط المنطقة بشكلٍ كامل ودقيق وفي ظلّ عزلة عالمية واقليمية شبه تامة للسلطة بعد عقد روما الذي كان بمثابة حكومة مؤقّتة كما ذكرنا سابقاً تمّ اقرارها ودعمها ضمنياً من طرف القوى الكبرى باعتبار محلّ اقامة انعقادها روما أوروبا كذا اشارات باريس وبرلين وواشنطن الداعمة ..؟؟؟!!!!
صورة شاملة لرهبان تبحرين
أمّا من الناحية التاريخية والمنطقية فقد تعايشت الكنيسة كغيرها من دور العبادة قروناً مع الجزائريين وفي أحلك وأصعب وأدقّ الظروف وأهمّها الاحتلال الفرنسي الذي تنتمي له من ناحية الجنسية ومع هذا لم تتأذّى أو تُستهدف وان تمّ خطئاً فيُعاد لها الاعتبار فوراً كما حدث ابّان الثورة التحريرية اضغط هنا فكيف ببعد الاستقلال هذا أوّلاً ومن الناحية الشرعية يُجمِع علماء الأمّة الاسلامية بما فيهم مُنظّري المتطرّفين أنّه لا يجوز محاربة أو تروييع واستهداف رجال الدّين وخاصّةً الغير محاربين وهو ما ينطبق على رهبان تبحرين المخطوفين؟؟؟ ثالثاً من الناحية التقنية فقد كانوا يقدّمون خدماتٍ جليلة لأهالي المنطقة خاصّة من الجانب الانساني والطّبي والاغاثي بما فيها الجماعات المسلّحة باعتبار المنطقة متجانسة متداخلة مع الغابة محلّ تواجدهم وهذا من الجانب الواقعي المعلوم وليس على أساس تدعيمهم أو الرغبة في ذلك رغم نكران الأمر طبعاً وهو مفهومٌ تكتيكياً باعتبار عدم توفّر الحماية لهم ورغبتهم في العيش البسيط مع معاناة الشعب وهو ما يجلّهم ويرفع شأنهم بنظرنا وأغلب الجزائريين الطبيعيين؟؟؟ ..كل هذه الأسئلة وغيرها تجعل من توقيت ومضمون الاستهداف والخطف للرهبان مشبوه مريب مستهجنٌ شرعاً ونقلاً وعقلاً وووو؟؟؟؟ 
لستُ هنا بصدد تحديد الفاعل أو البحث عنه فهي مسألة تقنية قضائية بحثة سيُجيب عنها الزمن لاحقاً حينما تتوفّر الظروف بفتح تحقيقات واسعة ومعمّقة محايدة مختصّة من الدّاخل والخارج ولكن نحن هنا نطرح الأسئلة ونسلّط الضوء على مناطق الظلّ والعتمة والمتشابهات وفقط؟؟؟؟
المؤكّد كما ذكرتُ سابقاً حتى وان تورّط  بعض أجهزة الأمن في ذلك من قريبٍ أو بعيد هذا لا يعني تورّط الجيش وعلم أفراده بل وحتى الكثير من قياداته بذلك فالقائمين على الأعمال القذرة دائرة ضيّقة جدّاً ومغلقة وغالباً غير مُعترف بها ولا مأذونٌ لأعمالها رسمياً خاصّة في ظلّ انفلات الوضع الأمني كما كان يومها ونفس الشيء بالنسبة للطرف الآخر أي الجماعات المسلّحة المتطرّفة المنحرفة فحتى أفرادها مغرّر بهم يجهلون خلفيات وأبعاد أعمال مسؤوليهم حيث لا حدود لها ولا منطق ولا عقل ولا أهداف ولا استراتيجية ناهيكم عن قادتها محدودي المستوى العلمي والتقني والشرعي ان لم نقل عديمي ذلك مطلقاً بالاضافة الى أسلوبهم الهمجي البربري في تصفية كل من يُعارضهم أو يفوقهم مستوى ولو كان مقرّباً كما تمّ لاحقاً مع عبد الرزّاق رجّام ومحمّد السعيد لينجو مخلوفي السعيد بأعجوبة هارباً الى الغرب ومن ثمّ الجنوب الى منطقة بشّار تحديداً ؟؟؟؟ ما يبدو  من خلال الافادات والشهود التي أدلى بها العشرات ممّن لهم علاقة بالحادثة من طرف الجماعة الخاطفة ذاتها أو ضبّاط الجيش والأمن اللّاجئين في الخارج اضغط هنا أنّ عملية رهبان تبحرين عملٌ استخباراتي بامتياز اضغط هنا تورّط فيها الجنرال اسماعين العماري (الذي توفي لاحقاً في  2007 ؟؟؟؟ !!!!) 
الجنرال اسماعين العماري
والجنرال محمد مدين المدعو توفيق (الذي يرفض الى يومنا هذا اعطاء افادته بل  الظهور وهي طبيعة عمله)
الجنرال محمد مدين(توفيق)
وذلك لتوقيتها وأهدافها في خلط الأوراق والضغط على الغرب وفرنسا تحديداً لوقف دعم الفيس وتشويهه وأنصاره والتخوييف منهم رأي الرئيس بوتفليقة الهام في الموضوع تماماً كما يحدث اليوم في مصر ضد جماعة الاخوان وسوريا ضد المعارضة واستعمال بعبع داعش ومشتقاتها وفزّاعات الارهاب وغيرهما لابقاء حكم العسكر الدكتاتوري الريعي قائماً على أساس أنّه الوحيد القادر على ضبط الأوضاع الأمنية وتقديم خدمات جليلة للغرب والتعامل معهم والتسهيل لهم وهي حقيقة لاغبار عليها في غالبها ظاهرياً على الأقل من خلال الوقائع والأحداث والاّ ما دخل فرنسا بمطلب الجماعة الخاطفة المفترضة باطلاق سراح عبد الحق العيادة
عبد الحق العيادة
القائد المعتقل لدا السلطات الجزائرية بعد تسلُّمِه من طرف السلطات المغربية التي رفض التنسيق معها لضرب مصالح الجزائر على ما يبدو في اطار مساومتها وابتزازها للسلطات الجزائرية مقابل القضية الصحراوية اضغط هنا وهو  - أي العيادة الذي لا يزال على قيد الحياة الى حدّ كتابة هذه الأسطر مستفيداً من قانون المصالحة الذي سوف نتطرّق له لاحقاً - كنز معلومات مهم تاريخياً ....( الى جانب عبد الرزّاق البارا- البارا مشتقّة من الكلمة الفرنسية Parachutist أي المظلّي - المدعو أبو حيدرة عبد الرزّاق الأوراسي واسمه الحقيقي عماري الصايفي باعتباره لايزال قيد الاعتقال لدا السلطات الجزائرية الى الآن وهو أحد شهود العملية بتولّيه احتجاز الرهبان المخطوفين وغيرها من الأسرار والعمليات الهامّة التي سوف نراها لاحقاً كاختطاف السيّاح الأجانب بالصحراء الجزائرية خاصّة أنه منحدر من صفوف القوات الخاصّة للجيش) ....
عبد الرزّاق البارا
وبالعودة لعملية تبحرين قلتُ كان أهم شروطها الافراج عن العيادة وهو ما لم يتم وبعد شهر يُنفّذ تهديدها باعدام الرهبان بكلّ أسف وقطع رؤوسهم وتعليقها بمدخل المدينة وهذا ما يدلّل على تواجدهم في المنطقة رغم عمليات التمشيط والبحث الواسعة التي باشرتها قوى الجيش بعد اختطافهم؟؟؟؟
مدفن الرهبان بالقرب من كنيسة تبحرين
انّ القول باستهداف الغرب وفرنسا تحديداً هو عمل وهمي سينمائي لا يستصيغه عقل طفل ناهيكم عن راشد سياسي أو تقني كيف يُعقل لجماعة متشرّدة بين الجبال والوديان معزولة أن تستهدف دولة وتضرب في عمقها وتهددها ثمّ كل المؤشرات كانت تفيد بعدم تورّط فرنسا ضد الجماعات المسلّحة بل بالعكس كان قيادات الفيس لاجئين بها وبغيرها كألمانيا والمملكة المتحدة بل حتى الولايات المتحدة ؟؟؟لكن ما يثير الانتباه هنا وللتاريخ شهادة علي بن حجر أحد أمراء الحرب وقتها للرابطة الاسلامية للدعوة والجهاد وثيقة شهادة علي بن حجر الذي أفاد أنّ جماعة جمال زيتوني الخاطفة باسم الـ GIA (الجماعة الاسلامية المسلّحة) قد اتصلت به قبيل عملية تبحرين باعتباره أحد أهم من أعطى رهبانها الأمان أن ينقضه ويشارك في خطفهم فرفض وما يعنينا هنا الوقوف على افادته بالعلم المسبق للعملية وارادة الخطف وهو ما يتناقض ظاهرياً مع الشهادات والافادات التي تتهم المخابرات الجزائرية بالعملية باعتبار أنّ الجهاز معروف بسريته التامة فلا يجوز بحال تسريب تفاصيل وأهداف العملية لأي جهة قد يؤدّي الى فشلها وهو ما يدعم احتمال قيام جماعة زيتوني بالاغتيال بقرار ذاتي ولا أساس لتورّط المخابرات المباشر وهو ماذهب اليه أيضاً الصحفي والكاتب Didier Contant الفرنسي الذي قضى في باريس بحادث سقوط غريب اضغط هنا ؟؟؟ ثمّ كيف لم تضغط السلطات الفرنسية كعادتها على السلطة الجزائرية للافراج عن عبد الحق العيادة مطلب الخاطفين المزعوم وهي قادرة على ذلك لتفادي تنفيذ الاعدام ولماذا لم تفرج عن بعض الموقوفين عندها على الأقل ولماذا طوت الملف الى يومنا هذا رغم ضغوط ومطالب ذوي الضحايا بمن فيهم باقي العمليات اضغط هنا ألم تتطوّر وسائل التكنولوجيا والبحث الجنائي كطلب فحص رؤوس الضحايا بل وأخذها الى أحدث المخابر بباريس لفحصها أو العودة لمسرح الجريمة والأماكن المزعوم تواجدهم فيها قبل اعدامهم فقد تظهر نتائج جديدة ساحقة ربّما ومن يدري ورغم هذا لم تتم لحدّ اللحظة ؟؟؟ أليس ذلك ادانة واتهام مباشر لتواطؤ باريس المشبوه لأغراض استراتيجية بالتضحية بمواطنيها على الأقل بصمتها ؟؟؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يُعقّد الملف ويزيده غموضاً لكننا نطرحه للأمانة والتاريخ اضغط هنا ...
عنتر زوابري
المهم بعد شهور قليلة وبالضبط في جويلية 1996 وكعادة الجرائم الغامضة التي يُعدم فيها الفاعل لتُطمس معه الحقيقة حيث يتم قتل جمال زيتوني في كمين لجماعة علي بن حجر ويتوفّى الجنرال اسماعين العماري في 2007 كما قيل أو هكذا ظهر على الأقل اضغط هنا ليُعلن بعدها عن بدأ مرحلة جديدة من الحرب القذرة اللعينة الشاملة وهذه المرّة بزعامة الكابوس عنتر زوابري المدعو أبي طلحة عنتر وماااا أدراااك ما عنتر؟؟؟؟!!!!!....لا تنسوا نحن في صيف 1996 فقط ومازااااال أمامنا حلقات مثيرة ومهمّة في حياة الجزائر في هذه الحقبة من التاريخ تابعونا.....ان شاء الله تعالى.