الخميس، 31 يناير 2013

الـ FIS في الامتحان والميدان الأوّل ؟؟


بعد فوزها الساحق في الانتخابات البلدية والولائية دخلت الجبهة الاسلامية للانقاذ(الفيس) المعترك التنفيذي والواقع والحكم من أوسع وأصعب أبوابه مصالح النّاس اليومية ونظراً لجهل وضعف مستوى وخبرة وبصيرة أغلب قياداتها واطاراتها وأدواتها التنفيذية الذي دلّ عليه الواقع والتاريخ والأحداث لاحقاً الذين لم يكونوا مؤهّلين لهذه المسؤولية من جوانب عدّة أهمها العلم وخاصّة فقه الأولويات والحكمة فعِوَض أن يشتغلوا بهموم الناس كالقضاء على البيروقراطية الادارية والاعتناء بالبنى التحتية وتهيئة الاقليم والبيئة ونظافة المحيط والتشغيل والسكن حسب مايُخوّل لهم في حدود صلاحياتهم آنذاك ...الخ ،أقول اشتغل أغلبهم بصراعات تافهة جانبية يرفضها المنطق والحكمة والواقع رغم أنّ ظاهرها الحقّ والدّين فمثلاً لايجوز أن تُحدّث جائعاً عن الدّين بينما في امكانك اطعامه وهكذا دخلوا في صراع مع زملائهم في العمل ومع نظرائهم من الأحزاب الأخرى ومع المجتمع حول المعتقدات والاديولوجيات والحلال والحرام وصل أحياناً الى حدّ الشجار العنيف وخاصّة في البلديات التي يحوزون فيها على الأغلبية حُجّتهم في ذلك ارادة الشعب التي يمتلكونها انطلاقاً من نتائج الصناديق ومن بين أهم شواهد ومظاهر ذلك مسألة غلق دور ومتاحف السينما والثّقافة والمتنزّهات والسباحة والرياضات الجماعية والفنادق السياحية والمهرجانات ذات العلاقة بعادات النّاس الثقافية والعرفية بذريعة محاربة البدعة كما فعلوا ذلك مع الزوايا وزيارة الأضرحة وهكذا.... ومع هذا يمكن أنْ نجد عذراً لهذا الفكر لو وضع بديلاً راقياً وعلمياً ومحايداً بنّاءًا ولكنها تحوّلت للأسف الى محاضن خطاب الفرقة والشحناء والتّطرّف والاقصاء وفي أحسن أحوالها الغلق ضف الى ذلك طلب قيادة الفيس من قيادة النظام وقتها(شهري ينايروفبراير 1991) فتح باب الجهاد دعماً للنظام العراقي ضد الغزو الأمريكي ممّا لو حدث لأدخل الجزائر كدولة في صدام مع أمريكا وحلفائها ...هذه هي الصورة والواقع للأسف أحبّ من أحبّ وعارض من عارض بالسّجع والبلاغة والتعريض وتزييف الحقائق... لسنا في حاجّة كلّ مرّة لنقول لايعني كلامنا أنّنا نلمِّع النّظام الجزائري القائم يومها ولا بعدها ولا اليوم بل بالعكس ذكرنا وسنذكر فساده وكوارثه وجرائمه كما ليس معناه أنّ جميع أفراد وقيادات الفيس كذلك يقيناً وقطعاً لا فقد كان بها ومعها مثقّفون وعلماء وحكماء لكن ضاع صوتهم وسط الأغلبية المتطرّفة ولكن لايمكننا بالمقابل أنْ نقبل أونسكُتَ عن بديلٍ أسوء من النظام القائم وما واقع الجماعات الاسلامية المتطرّفة التي حكمت في أفغانستان ومالي الاّ شاهدٌ على هذا الانحراف والتطرّف الفكري والديني وهنا نورد بعض الشواهد والقرائن ذات الصّلة بالموضوع امّا للفيس مباشرة أو بالفكر الذي يحمله بعض قياداته وأتباعه خاصّة الذين أتوا من أفغانستان أو ينتمون لهذا الفكر من الدّاخل يومها كما سنتطرّق لذلك لاحقاً....

شعرالنّظام حينها بالخطورة فقام باجراء تعديل على قانون الانتخابات ليقطع الطريق عن الفيس لاحقاً أي في الانتخابات التشريعية فجاءت أحداث جوان 1991 وهذا ما سنأتي عليه بالتّفصيل كما سنثير بعض التساؤلات ونجتهد في الاجابة عنها مثل : لماذا رغم كلّ هذا التّشدد الذي أشرنا اليه الاّ أنّ الفيس ازداد شعبيةً؟؟؟.....هكذا كانت الصورة والبداية التي قدّمت وخمّرت وأعطت الذريعة لِما سيأتي بعدها.... 

الاثنين، 28 يناير 2013

الانتخابات البلدية والولائية 1990

لايُعقل أنْ نتحدّث عن الوضع والخطاب السياسي(1990-1991) دون الحديث عن الفساد السياسي والاقتصادي والثقافي في هذه الفترة بل الذي استمرّ واستشرى الى وقتنا هذا للأسف .لانُخفي سرّاً اذا قلنا أنّ يومها ازداد الفقراء فقراً واغتنى الفاسدون والسياسيون وقادة العسكر أو ما يصطلح عليه الجزائريون وقتها بالجنرالات وأذنابهم لقد بلغت نسبة البطالة مستويات خطيرة وخاصّة في المدن الكبرى وقس على ذلك أزمة السكن الخانقة حيث بلغ عدد أفراد مسكن واحد بغرفتين أحياناً(18-20) فرداً وانتشرت مظاهر الرشوة والمحسوبية لايستطيع أي وطني عاقل حرّ أن يرَ ثروته الوطنية يقتسمها مجموعة من اللّصوص وهو قاعدٌ يتفرّج طبيعي جدّاً أنْ تتراكم فيه وعنده عناصر وعوامل الحقد والثورة .الى جانب الكساد الثقافي وقتها وانتشار ثقافة الخشب وأغاني الكذب على الوطنية وهي منهم براء.....في الحقيقة وأنا أكتب هذه الأسطر عن الثقافة وباعتبار التلفزيون(صندوق العجب) أكبر واجهاتها في أيّ بلد أشعر بالخجل والحيرة اذْ ليومنا هذا مازال النظام وبعد كلّ هذه التجارب يُصرُّ على غلقه في وجه المعارضة والانفتاح السمعي البصري الاّ بضع قطرات بحجّة عدم نضج الشعب وعدم توافر الظروف المواتية معقوووووول ؟؟ اذن اذا كان هذا هو الحال اليوم فما بالك بالتسعينات في في ظروفٍ أكثر مئات المرّات بوليسيةً وفسادا أقبل الشعب على السياسة بعد أحداث أكتوبر 88 ...
 يكذب من يقول أنّ الأحياء الشعبية العميقة الكادحة لم تتبنَ الخطاب الرّاديكالي للجبهة الاسلامية للانقاد في غالبيتها لأنّه وببساطة عبّرت عنهم دون تحفُّظ وبقوّة وعنف يوازي العنف والحال الذي يختزنونه في داخلهم ضد النظام وفي هذه الأثناء أيضاً جاءت مقدمات حرب الخليج الثانية أي اجتياح العراق للكويت 1990 فحرب عاصفة الصحراء أو ما أسميت بتحرير الكويت وبالتوازي في هذه المرحلة نشيرالى الانسحاب السوفياتي سابقاً من أفغانستان فتوقّفت الحرب في فبراير 1989 وما صاحبها من عودة للمجاهدين العرب الى ديارهم ومنها الجزائر يجب أنْ نذكُر أنَّ مشاركة هؤلاء في هذه الحرب لم تكن سرّاً بل برضى ودعم غربي لاسقاط الاتحاد السوفياتي وبمشاركة ومباركة ودعم معنوي ومالي عربي وخاصّة من دول الخليج وعلى رأسها السعودية ...عوض أن يُستقبل هؤلاء ويُكرّمون لأنّهم شاركوا في تحرير بلد مسلم بدمائهم ولأنّهم أسقطوا من لم يستطع العالم أجمع اسقاطه بما فيهم أمريكا وهو الغول السوفياتي فتُنشَئ لهم جمعيات اصغاء واستماع وعناية ومتابعة نفسية وهذا ما قامت به ولازالت الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً أثناء عودة جنودها من حرب فيتنام أو العراق واليوم أفغانستان وغيرها لادماجهم وتأهيلهم من حياة الحرب الى السلم والاستقرار ولكنّ أغلب حكوماتنا العربية الجاهلة همّشت هؤلاء وعزلتهم وأشعرتهم كأنّهم أعداءً ومنبودين ممّا جعلهم بقصدِ وبغير قصد يشعرون بالغربة في أوطانهم ضف الى ذلك ماتلقّوه من أفكار هناك لم تُعالج بطرقِ علمية ومراجعة من مختصين من رجال العلم النفسي والديني الراسخين  وهنا ايضاً يبقى السؤال الغامض أهذا الاهمال بجهلٍ حقّاً أم أنّه مقصود ليركب هؤلاء ويذوبون في المشهد السياسي الجزائري ويختارون الجبهة الاسلامية FIS لنشاطهم؟؟؟ وتبتدأ القصّة . لايجب أنْ يفهم البعض هنا أنّنا نُجرّم الـ FIS أو نهمزه أو  نغمزه ولا حتى نُبرئه وانّما وضع الحال والمعطيات كماهي وللقارئ الحكم ...لانسبق الأحداث ولا نُصدر أي حُكم بل سنتابع مراقبتها خطوة بخطوة ونطرح التساؤلات في وقتها ومكانها...وهكذا يشعر قيادات الجبهة الاسلامية بالغرور مصداقاً لقوله تعالى "ويوم حنينٍ اذ أعجبتكم كثرتكم.." لاحاطتهم بآلاف بل ملايين الأتباع والأنصار والمريدين ليشعُروا أنّهم يمثّلون الأغلبية الساحقة ان لم نقل الشعب كلّه فيرفضون أي تنسيق مع باقي التيارات الاسلامية الأخرى وخاصّة التي تُحسب معتدلة منها ويختارون قيادة القافلة لوحدهم وتحمّل عبْء المواجهة مع النظام...انطلقت بعدها شعارات "لاميثاق لا دستور قال الله قال الرسول...و لا اله الاّ الله محمّداَ رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله .." وغيرها من الشعارات القوية الواضحة الدلالة والخلفية والهدف مدعومة بعشرات الشواهد والقرائن من الخطب والفيديوهات الموثّقة لهذا الخطاب الذي لم يكن ليُطمئن أصحاب القرار في السّلطة الجزائرية والغرب وخاصّة فرنسا التي تعتبر الجزائر حديقتها الغنّاء وكنزها المفقود الى يومنا فمابالك وهو يتبخّر بهكذا خطاب يومها ؟؟؟ بهذا الزّخم تدخل جبهة الانقاذ الانتخابات البلدية والولائية 1990 لتفوز بها فوزاً ساحقاً حيث حصلت على 953 مجلس بلدي من أصل 1539 و 32 مجلس ولائي من اصل 48 مجلس ولائي... فماذا سيحدث بعدها وكيف تعامل الفائزون مع الوضع القائم مالهم وماعليهم وهل أُعطي لهم الوقت للعمل أم أُجهض مشروعهم وكيف ومن؟؟؟؟...

السبت، 26 يناير 2013

الطبقة السياسية والانفتاح السياسي

رغم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالجزائر في نهاية الثمانيات من القرن الماضي بهبوط سعر برميل النّفط من 36 دولار الى 10 دولار وانعكاساتها على حياة المواطن العادي وتدنِّي قدرته الشرائية الى درجات خطيرة ومشاكل السكن والصّحة والنقل والتشغيل خاصّة وغيرها الاّ أنّ الانفتاح السياسي والاعلامي ومساحة الحرية التي أقرّها دستور 23 فبراير 1989 كان له أثره السّحري في التعالي والعفس على الواقع والجراح فتأسّست الجمعيات والأحزاب وبدأت نشاطها المحموم العلني بعدما كانت تنشط لعقودٍ خلت في السّراديب والسّر عبر كامل ولايات الوطن ممّا أنتج حركةً ودينامية منقطعة النّظير دون أدنى مبالغة وبامكان أي مراقب أن يعود الى أرشيف المرحلة فيلحظ ذلك الحِراك بالصّوت والصّورة وهنا بعض عيناته ولكن ما يعنينا هنا هو التركيز على ارهاصات(آيات وعلامات) الصّراع والانفجار اللّاحق وهل للخطاب السياسي السائد وقتها تأثير فيما سيحدث لاحقاً أم أنّه كان متوازناً معتدلاً لايُخيف أحداً ولايُقصيه وبالتالي وِزْر توقيف المسار يتحمّله النظام 100% ؟؟؟...المتابع يُلاحظ مايلي: 
انقسام المشهد السياسي في الجزائر وقتها أي بُعيد انفتاح 1989 الى اسلاميين وهي الصفة الغالبة وعلمانيين واشتراكيين وقلّة شيوعية وطبعاً أنصار الحزب العتيد FLN (جبهة التحرير) . باعتبار يأس الشعب من خطاب وتجارب الخشب وكَبْتِه طيلة ثلاثة عقود تقريباً (1962-1989) خاصةً وبُغضه للغرب ممثّلاً في ذكريات الاحتلال الفرنسي جعلته يقرّرتجربة الاسلاميين محاولاً بذلك اعطاء فرصة وأمل جديدين خاصّة وأنّ أغلب هؤلاء أي رموز الحركات الاسلامية كانوا في نظر الشعب قد أثبتوا معارضتهم للنظام بدخولهم السجون وتعرّضهم للتضييق والاقامات الجبرية سابقاً وكان هذا كافياً للوثوق بهم وبوعودهم ضف الى ذلك اتقانهم لفنّ الاستماع والخطابة بحكم تعايشهم مع الطبقات الكادحة من المجتمع في وقت كان فيه أغلب المعارضين الآخرين يعيشون عالماً خيالياً بعيداً عن معاناة الناس وآلامهم وفقرهم وهذه حقيقة ،كان وقتها التيار الاسلامي ممثّلاً في رابطة الدعوة الاسلامية بزعامة المرحوم الشيخ أحمد سحنون منضوياً تحتها كلّ الأفرقاء الاسلاميين لاحقاً بل الأعداء أحياناً وهم ممثلين بزعمائهم المرحوم محفوظ نحناح(ليُنشئ بعدها حماس) وعباسي مدني(الفيس لاحقاً) وجاب الله (النهضة لاحقاً) يبدأ السباق وتتسارع الأحداث ويطفو الى السطح صراع الأجنحة داخل الرابطة لتنفجر وتختار القيادات السابقة تأسيس أحزابها المستقلّة لتباعد وتمايز الأفكار بل والمبادئ أصلاً وهوما سنتطرّق له لاحقاً. ركّزنا ونركّز على الاسلاميين لأنّهم هم الذين قادوا وسيقودون المشهد السياسي في الجزائر والعرب والمسلمين عامّة بعدها...توزَّع باقي العمل السياسي بين الاشتراكيين آيت أحمد FFS والعلماني سعيد سعدي RCD والذي تركّز نشاطهما في منطقة القبائل والمدن الكبرى ولويزة حنون وهوحزب اشتراكي تروتوكسي كما أشرنا سابقاً ثمّ الى أقصى اليسار نجد الحزب الشيوعي للمرحوم الهاشمي شريف...هذه هي جزائر 1989-1990
التي يبدأ معها خطاب الدولة الاسلامية من الاسلاميين بين متشدّد ومعتدل وبالمقابل البديل الآخر العلماني الاشتراكي خاصّة والمحافظين دعاة استمرار جبهة التحرير مع اصلاحها....كيف كانت متابعة وموقف النظام ومن خلفه قادة الجيش من هذا الخطاب وكيف كانت طبيعة وحقيقة مسار ومضمون التيار الديني خاصّة وموقف الغرب منه تحديداً وكيف تطوّرت الأحداث بعدها هذا ماسنقف عليه لاحقاً ....

الخميس، 24 يناير 2013

حرية ولا في الأحلام العربية

بعد أحداث 05 اكتوبر 1988 أو ما اصطُلِح عليه وقتها بـ أكتوبر الأسود أوانتفاضة أكتوبر وما أسمّيه بـ ربيع الجزائر واقتناع النظام الجزائري آنذاك بضرورة احداث التغيير نشطت الصحافة المكتوبة وقتها بشكلٍ رهيب نذكر منها بالعربية : الصّح آفة ، الحقيقة ،العصر ،الشروق العربي ...وبالفرنسية  ...le soir d'algerie ,le matin ,el watan ، وفي ذات السياق ظهر معها ستون حزباً وجمعية كما كان يُسمّيها الجزائريون آنذاك لشدّة انتشارها وكلّ هذا بعد دستور 1989 الذي أسس للديمقراطية وفتح مجال التعددية السياسية في البلاد ومن أبرزها رابطة الدعوة الاسلامية بزعامة المرحوم أحمد سحنون والجبهة الاسلامية للانقاذ FIS بزعامة عبّاسي مدني ونائبه علي بلحاج والحركة الاسلامية حماس HAMAS بزعامة المرحوم محفوظ نحناح والنهضة لـ عبد الله جاب الله وهذه الأحزاب ذات خلفية اسلامية دينية وحزب القوى الاشتراكية FFS آيت أحمد ذي التّوجّه الاشتراكي العالمي وحزب العمال PT لويزة حنون وهو حزب يساري وحزب والتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية RCD  سعيد سعدي وهو حزب علماني  وحزب الطليعة الاشتراكي PAGS المرحوم الهاشمي شريف ذو الخلفية الشيوعية وغيرها من الأحزاب ....يومها كان العرب يغطُّون في سُبَاتٍ عمييييييق مع كامل احتراماتنا للأحرار منهم ويُطبّلون ويُزمِّرون لأنظمتهم وحكّامهم بل ويسجدون لهم وبهم ولهم يُسبّحون...
المهم وباعتبار الشعب الجزائري عاش منذ الاستقلال 1962 في ظلّ وهيمنة الحزب الحاكم FLN فقد كان شديد الشغف والفضول للتعاطي مع تجارب ومناهج جديدة فانقسم بين مؤيّدٍ للتيار الاسلامي وهي الغالبية العظمى وبين الباقي الذي أشرنا الى أهمّه سابقاً.
لا أُريد هنا أنْ أدخل في موضوع تقييم أداء الأحزاب وثقلها وتوجُّهاتها بقدرِ ما يهمّني أنْ نقف ونشيد بحجم وكم التنوّع الفكري والثقافي وحرية التعبير التي شهدتها الجزائر وقتها والانفتاح السياسي كما لم يشهده بلدٌ عربي من قبل ولا من بعد ثلاثة عقودٍ تقريباً أي قبيل الثورات العربية الأخيرة ..
من اليمين الى اليسار: عباسي مدني وعلي بلحاج
أحمد سحنون
محفوظ نحناح
عبد الله جاب الله
لويزة حنون
آيت أحمد
سعيد سعدي
نعم الجزائر كانت مثالاً يُحتدى في السّبق السياسي والاعلامي وحرية الرّأي بكلّ ماتحمل هذه الكلمة من معنى لولا تدخُّل جنرالات العسكر وكروش المال والفساد في السياسة وهي منهم برااااااااااء

الأربعاء، 23 يناير 2013

أحداث 05 أكتوبر 1988

في يوم من الأيام ودون سابق انذاراستيقظ النظام الجزائري على تحرّكاتٍ شعبية عارمة لم يألفها ولم يعرف مصدرها ولا أهدافها في الساعات الأولى من صبيجة 05 أكتوبر 1988 ، تطوّرت الأحداث بسرعة لتشمل كامل أحياء العاصمة الجزائر ثمّ باقي أنحاء البلاد ورغم آلة القمع البوليسية والجيش لم تستطع توقيف الحركة الاحتجاجية،رويداً رويداً تبيّن أنّها تُنادي باسقاط نظام الحكم الواحد حزب جبهة التحريرالوطني FLN والسياسة الاشتراكية .

 أدرك النّظام وقتها ألاّ مجال لصبّ الزّيت على النّار رغم أنّه قد سقط مع ذلك للأسف بضع مئاتٍ من الشهداء وآلاف الجرحى .وهنا وللحقيقة والتاريخ نقول أنّ موقف الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد كان تاريخيّاً وحاسماً بل فاصلاً بين عهدين : عهد الحزب الواحد وعهد التعدّدية والانفتاح آن ذاك  والذي كما سوف نُبيّنه وبالدّليل أنّه كان عهداً فريداً من نوعه ليس على مستوى الجزائروحسب بل والعرب دون مبالغة ولكن ومع هذا فلسنا هنا بصدد تلميع هذه المرحلة  لِما شهدته من تسيّبٍ واهدارٍ للمال العام الاّ أننا نحتفظ للرّجل اطلاق حرية الاعلام والرّأي وتكويين الأحزاب ، اذ شهدت الجزائر ظهور صحافة رائدة بل ذهبت أحياناً الى حدِّ الخروج عن الأدب السياسي وأخلاقيات المهنة ولكن مع هذا ظل الوضع تحت السيطرة...

الثلاثاء، 22 يناير 2013

في الصورة

هذه المشاركة المتواضعة في كتابة واضاءة جزءٍ من تاريخ الجزائر في التسعينات مع احترامي الشديد لجميع القرّاء الاّ أنّها موجّهة بالدرجة الأولى للشباب وللقرّاء الذين يجهلون تلك الحقبة من الجزائر ولايستطيعون لمشاغلهم أو لأنّهم يسأمون قراءة الكتب ولايصبرون على عنائها وانطلاقاً من تجربتي مع الديكتاتور تويتر كما يحلولي أنْ أُسمّيه حيث درّبني مشكوراً على الاختصار ب140 حرفاً سأحاول جاهداً عن طريق هذه السلسلة اعادة صياغة وكتابة كرونولوجيا أحداث ما صار يُتعارف عليها بفترة التسعينات أو العشرية السوداء أو الحمراء قبيل انقلاب العسكر على الانتخابات التشريعية أي قٌبيل جانفي 1992 وماتلاها وخلالها بجميع مآسيها وأحزانها وآهاتها وأخطائها بل وجرائمها وفظائعها من هؤلاء وهؤلاء والظروف السياسية والاقتصادية العالمية المحيطة الاقليمية وقتها وموقف الداخل والخارج وخاصّة الغرب والعرب منها ومايعنيني أكثر في هذا الجهد هو استخلاص العبر والتجارب للاستفادة منها في جزائر اليوم واستشراف المستقبل والاجابة على سؤال كبير ظلّ يُردّده الكثيرون وخاصّة اخواننا العرب الذين عوض أنْ يسألوا أنفسهم لماذا تأخّروا هم عن الثورة راحوا يسألوننا لماذا لايثور الجزائريون ولكنهم نسوا شيئاً واحداً هو أنّ الجزائر بطبيعتها ثائرة منذ ماسينيسا ويوغرطة والى يومنا هذا وبخصوص الثورات الحديثة حرّرنا الجزائر بمليون ونصف مليون شهيد بين 1954 و1962 ثمّ دفعنا ضريبة  تفوق جميع الثورات العربية الحالية عشرات المرّات بين 1992 و1999 أكثر من 200 ألف شهيد حسب تصريح الرئيس بوتفليقة ذاته لمّا تسلّم مقاليد الحكم سنة 1999 ، لن تكون هذه الكتابات بمنهجية أكاديمية مملّة ولاتعتمد أسلوباً بذاته وليست تاريخاً بحثاً بل هي مزيجٌ من التأريخ والتاريخ والرأي والتحليل والاستشراف والاسقاطات والتعليقات والتعقيبات ...وأنا أكتب هذه الكلمات أعرف يقيناً أنّها لن تكون كما يتصوّرها البعض منحازة الى طرفٍ دون الآخر وبالتالي ستزعج بعضهم ولن تُرضيهم وطبيعي جدّاً أن أتلقّى الهجوم والنّقد ولكن هذا يهون لأجل الحقيقة والتاريخ ،لستُ في عجلةٍ من أمري ولن أكتب تحت الضّغط ولا السرعة ولذلك سأجعلها تفاعلية أكثر ومسايرة للواقع الجزائري والعربي والاقليمي بمافيها الثورات العربية الأخيرة وحرب مالي وأحداث عين أمناس وغيرها....

أحلامنا


بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..

أليس من حقّنا نحن المسلمين والعرب أن نعيش كما يعيش الغرب المدنية والحضارة والتطوّر والتداول السلمي على السلطة والحرية والعدالة  ويكون لنا كلمة ورأيٌ في هذا العالم والتّنعُّم بثرواتنا الطبيعية التي أنعم بها الخالق سبحانه وتعالى علينا ودون منّة من أحد بمافيهم حكّامنا ومن تولّو قيادتنا وأمرنا بأسماء متنوعة تارة جمهورية وتارةُ الملكية والعائلة الحاكمة وهكذا لكنهم وفي كلّ الأحوال هضموا حقوق المواطنين وسيّروا الدولة ومافيها على أساس أنّها ريعهم ومزرعتهم الخاصّة يأخذون منها مايشاؤون ولا هم يُسألون ..أقول أليس من حقّنا بعد عقودٍ من حُكم هؤلاء أن تنعم الشعوب بقليلٍ من الكرامة هي أيضاً لماذا لايشبع هؤلاء ..لطالما تساءلَت الشعوب لماذا الغرب استطاع أن يُطوّع أنظمته رغم اختلافها وتنوّعها من بلدٍ الى آخر فهذا جمهوري وذاك ملكي  دستوري وذاك اتحادي الاّ أنّها كلّها في خدمة المواطن الغربي لاغير ...ياالله كم نتوق لذلك اليوم الذي نستيقظ فيه ولا نجد قمامة القمامة ولاقمامة أنظمتنا وأفكارها المسمومة المزروعة عبر عقودٍ في فكر شعوبها بالتّخلّف والجهل والانحطاط والكسل ...هي أحلامٌ لكنها حقيقة الغد وانّ غداً لناظره قريب.