الأربعاء، 13 فبراير 2013

مؤتمر الوفاء وأثره على فوز الفيس

مرّت حركة جوان الشعبية وما تلاها من أحداث واعتقالات على رأسها اعتقال قادة الفيس عبّاسي مدني وعلي بلحاج وآلاف الأنصار وأعتقد النّظام أنّه دفن الجبهة الاسلامية الى حيث لا رجعة كما يعتقد الى يومنا هذا للأسف وأمثاله من الأنظمة الشمولية بجهلهم لطبيعة الشعوب التي تُضطهد ولكنها لاتنسَ لكن ...؟؟؟ ...يحدث ما لم يكن في الحسبان فيتجلّى أنّ للجبهة مخزون من الكفاءات والطاقات الاحتياطية لا بل نَفَسٌ جديدٌ شُبّاني وقتها ذوو ثقافة ومستوى أكاديمي وعلمي عالٍ بزعامة المرحوم المهندس عبد القادر حشّاني(الذي أغتيل لاحقاً كما سوف نرى ) والدكتوران مراد دهينة وأنور هدّام عالِمَي الفيزياء النووية وخرّيجَي جامعات أمريكية والأستاذ رابح كبير وآخرون .....
المرحوم عبد القادر حشّاني

مراد دهينة

أنور هدّام

رابح كبير
وبُهِتت السّلطة أمام قرار هذه الثلّة عقد مؤتمر الوفاء بمعقل ثورة التحرير ضد المستعمر الفرنسي ورمز الاِباء والشموخ باتنة الشّاوية بتاريخ 25و26 جويلية 1991 اضغط هنا وتنطلق الجبهة FIS  بقوّة وكفاءة وحِكمة مدهشة لعدوّها قبل الصديق للأمانة والتاريخ والحيادية فقد استطاع المؤتمر اعادة بناء وهيكلة وترميم وغربلة صفوفه من جديد فأطاح بـ المندسّين في نظره كـ أحمد مرّاني وبشير فقيه وغيرهما بل وحتى من تارت شكوك حولهم في انتهاجهم سياسة العنف ودفع الجبهة للمواجهة كـ مخلوفي السّعيد وقمر الدّين خربان اضغط هنا وغيرهما ...ولا نريد ولايعنينا هنا الدّخول في متاهة طغيان تيار الجزأرة(أي التوجّه المحلّي الجزائري) على الفيس وتحييد التيار السلفي رغم ما له من أهمية في نظرنا لِما كان يمكن أن يكون عليه الفيس لو تُرِك لحاله ولكن ؟؟؟..المهم وعلى هذا الأساس فقد أحْرَجَ الفيس النظام الجزائري بكلّ المقاييس لاصراره على المنهج السلمي في العمل السياسي وتكذيب مزاعمه باتهامه بالعنف والفوضى وأمام هذا الواقع وجد النظام نفسه مضطرّاً للتراجع عن القوانين الانتخابية المجحفة وتحديد 26 ديسمبر 1991 تاريخاً للانتخابات البرلمانية بل وتعهّد ممثّلاً بحكومة غزالي بشفافية الانتخابات ...فتسير الجزائر بهدوء ويستمر الحِراك السياسي السلمي بين المتنافسين وبكلّ ديمقراطية وحريّة ويأتي موعد أوّل نوفمبر اضغط هنا ذكرى الاستقلال الوطني لتستعرِض جبهة الانقاذ FIS قوّتها وجماهيريتها في الشارع بقلب العاصمة تحت الشّعار الشهير ياعلي يا عبّاس الجبهة راها لاباس وشعاراتها السابقة لا اله الاّ الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد...اضغط هنا ثمّ يأتي الموعد الفصل الانتخابي وتأتي النتيجة الطبيعية لكلّ عاقل طبيعي والمفاجئة والمرفوضة لكلّ جاهلٍ عنيد فوز الفيس بأغلبية المقاعد في الدّور الأوّل بـ 188 مقعد من أصل 232 مقعداً متبوعاً بحزب آيت أحمد القوى الاشتراكية بـ 25 مقعداً ثمّ جبهة التحرير بـ 16 مقعدا وثلاثة (03) مقاعد للأحرار كما توضّحه الوثيقة الرسمية المرفقة أعلاه وتصريح وزير الدّاخلية السيّد العربي بلخير وقتها  اضغط هنا والذي يُدلِّل على نزاهة الادارة ونتائج الانتخابات ومصداقيتها اضغط هنا فماذا حدث بعدها وهل كان هناك دور ثاني للانتخابات أم لا وكيف كان موقف النظام الجزائري منها وخاصّة المؤسّسة العسكرية والأصح ما أصطُلح عليهم يومها بالجنرالات ....؟؟؟ تابعوا حلقاتنا لاحقاً ان شاء الله تعالى ...

الأحد، 10 فبراير 2013

الجزائر صيف 1991

ازداد تعلّق الجماهير بالجبهة الاسلامية للانقاذ  أكثر لما رأوا فيها من النّد العنيد والأمل الذي يُسقط السلطة في نظرهم متمثّلةً في جبهة التحرير FLN فرفض الـ FIS التعديلات على قانون الانتخابات والتي كان هدفها قطع الطريق عليه في الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها لاحقاً بل وذهب زعيمها عباسي مدني أبعد من ذلك بالمطالبة برحيل رئيس الجمهورية وقتها الراحل الشاذلي بن جديد واصفاً ايّاه بـ مسمار جُحا اضغط هنا الدقيقة 17 و10 ثانية وهدّد بالاضراب في حال عدم الاستجابة ..وكان ذلك فعلاً رغم محاولات التّهدئة والوساطات يوم 25 ماي 1991 وكانت المسيرات والتجمّعات وكان مُحدّدٌ له في البداية ثلاثة أيّام ولكن في ظلّ عدم استجابة السّلطة للمطالب قرّر الفيس الابقاء عليه مفتوحاً خاصّة بعد النّجاح والاستجابة العريضة له...وللأمانة والتاريخ نقول كان اضراباً ناجحاً وسلمياً ومنظّماً وشاملاً وقوياً بكلّ المقاييس وليس هناك من قرينة ولو بسيطة ناهيك عن دليل يشير الى عكس ذلك وماقيل من انتهاك وخروقات ليس لها أساس من الصّحة وكلّ انزلاق لم يحدث الاّ بعد مبادرة السّلطة لاستعمال العنف لتفريق المتظاهرين وكان ذلك بعد 02 جوان 1991 تاريخ خطاب الرئيس بن جديد اضغط على الرّابط هنا متجاهلاً مطالب الغاء القوانين الانتخابية المجحفة ...فقرّرت الجبهة الاضراب العام في شكل عصيان مدني غير معلن بتاريخ 03 و04 جوان على طريقة الثورة الايرانية لكن تدخّلت أجهزة المفترض بها الأمن باستعمال وسائل العرب القمعية العنيفة المعتادة الى يومنا هذا..ثمّ أُعلِنتْ حالة الطّوارئ والحصار خاصّة في المدن الكبرى ....وسالت الدّماء البريئة بين قتيل وجريح  وبدأت حكاية تّسعينات الدّم الجزائرية وملامحها القوية للأسف وخاصّة بالعاصمة وعلى رأسها ساحة أوّل ماي والشهداء وحسين داي والأبيار...وغيرها من المناطق الساخنة كالأخضرية وباب الواد.اضغط هنا.. ليس هناك من دليل على من أطلق الرصاص الحي لكن التقارير تشير أنّ سيارات مجهولة هي مصدرها والحديث قياس اضغط هنا؟؟؟ تتسارع الأحداث وتستقيل حكومة مولود حمروش وقتها وتأتي حكومة سيد أحمد غزالي وتتعهّد بابطال القوانين واعادة الأمور الى مجاريها فيستجيب قادة الـ FIS  فيتوقّف الاضراب يوم 08 جوان 1991 وتهدأ الأمور لكن.... ؟؟؟ تستمرّ حملة الاعتقالات والمداهمات في صفوف مناضلي وكوادر الجبهة  ومكاتبها والمساجد التي تنشط بها ولم يتم اعادة الموقوفين من العمّال المناضلين في الفيس الى مناصب عملهم ....ثمّ يأتي ظهور بعض أعضاء مجلس شورى الفيس على التلفزيون الرسمي الجزائري ليزيد الأمور طيناً على طين باعلانهم التّبرّؤ من القيادة الشهير بتاريخ 25 جوان 1991 وهم : الفقيه ، مراني وبن عزوز زبدة والهاشمي سحنوني الذي قال بعدها أنّه غُرّر به ولم يكن ينتوي قول ما قالوا من طعنٍ في القيادة واتهامها بالعنف وادخال الدولة في المجهول...في هذه الظروف العصيبة وتحت الضّغط والهرج والمرج وغياب الفطنة واتساع رغبة السّلطة ومن خلفها في توتير الأوضاع لتشوييه الفيس لفظ عبّاسي مدني من حيث شعر أو لم يشعر بكلمة السّر التي يُريدها أعداء الفيس في خطبة الجمعة 28 جوان 1991 وهي اعلان الجهاد في حال عدم رفع الحصار واستجابة الحكومة لشروط الجبهة اضغط على الرّابط هنا وتابع الدقيقة 35 و22 ثانية
وكذلك تدخّل علي بلحاج قبل ذلك لاجازته حمل السلاح في وجه السلطة بتاريخ 18 جوان اضغط على الرّابط هنا.وهو ما برّر اعتقالهما أي عباسي وعلي بلحاج وأهم رموز الجبهة كـ : علي جدّي وقمازي وشيقارا وغيرهم ..فهل كان تهديد عباسي مدني بالجهاد القشّة التي قسمت ظهر السلطة أمْ أنّ القوم بيّتوا لذلك بسببٍ وبغير سبب وكيف يكون مصير الأحداث والفيس خاصّةً بعدها وهل كان الشاذلي بن جديد على علمٍ بكلّ مايحدث وسيحدث تابعوا الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى...

الاثنين، 4 فبراير 2013

العمل المسلّح الوقائي

بعد نتائج الانتخابات البلدية والولائية الساحقة وما بدر من الفائز FIS حينها كما أسلفنا أجرى النظام الجزائري تعديلاً في قانون التقسيم الاداري كمحاولة لقطع الطريق عن الفيس في الانتخابات التشريعية لاحقاً ليبدأ الصّدام المباشر ...لكن قبل أنْ نتحدّث عن اضراب الجبهة الشهير لابدّ من التّوقّف قليلاً دون اغراق في تشكّل وتبلور العمل المسلّح في الجزائر ،وبعد شعور الجبهة الاسلامية بالخطر بدأت فكرة حماية مشروعها وقياداتها من الأخطار الدّاهمة فجاءت فكرة انشاء ماأصطُلِح عليه العمل المسلّح الوقائي ورغم نفي قيادات الفيس لاحقاً له الاّ أنّ جميع القرائن والشهادات وخاصّة من عناصر هذا العمل تدلّ على موافقة القيادة عليه بل الأمر به وأكبر دليل مَنْ كلّف مخلوفي السّعيد ؟؟؟وهوضابط في الجيش وعضو مؤسس للجبهة الإسلامية للإنقاذ ورئيس تحرير جريدة المنقذ التابعة للفيس وصاحب كتاب: العصيان المدني بالعمل على الفكرة وفعلاً نشأ التنظيم وكان من أبرز قياداته نواة مصطفى بويعلي الذي  قُتل عام 1987 بينما كان يرى ضرورة اسقاط النظام بالعمل المسلّح وقتها فدخل هؤلاء الذين بقوا أحياءً السّجن وأُفرِج عنهم سنة 1990 بالعفو العام الذي أصدره الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وعلى رأسهم عبد القادر شبوطي وبعة عزالدّين ومنصوري الملياني وكان دور مخلوفي هو تجميع وتنظيم هذا الكيان والتنسيق مع عناصر من الجيش يؤمنون بخط الفيس ومن بينهم النّقيبان أحمد شوشان وأحمد زمرلي وغيرهما والعناصر المدنية وكما أشرنا على رأسها نواة بويعلي والأفغان الجزائريين كقاعدة وجنود لحماية المظاهرات والقيادات والحقيقة التي يمكن أنْ تُستشف من خلال تصريحات وتلميحات وكتابات بعضهم وعلى رأسهم النّقيب شوشان أنّ الفكرة السّرية هي التحضير لانقلاب أبيض في حال قرّر النظام الانقلاب على الارادة الشعبية ....وهنا لابدّ من الاشارة الى أنّ هؤلاء ينقسمون بين من كان فعلاً يريد العمل الوقائي وحماية العمل السياسي السلمي وبين من كان يتغطّى به للوصول الى مآرب أخرى ستظهر لاحقاً والدّليل تصريحاتهم المتواترة بعدها أنّهم لم يكونوا يؤمنون بالعمل السلمي والديمقراطية أصلاً وغالبهم أصحاب الفكر الجهادي والأخطر التكفيري ...ولكن يبقى السّؤال أين كانت أجهزة الأمن من كلّ هذا وهل كانت على علمٍ بذلك ؟؟؟ الجواب قطعاً نعم ...فلماذا سكتَتْ عنه وتركته هنا يثور التساؤل الوجيه والأصوب ؟؟؟ المهم تسارعت الأحداث ودخل الفيس في اضراب 25 ماي 1991 تنديداً بقانون الانتخابات ...فماذا سوف يحدث وكيف تتطوّر الأمور هذا ما سوف نعرفه لاحقاً...
النقيب أحمد شوشان
الضابط مخلوفي السّعيد