الأحد، 10 فبراير 2013

الجزائر صيف 1991

ازداد تعلّق الجماهير بالجبهة الاسلامية للانقاذ  أكثر لما رأوا فيها من النّد العنيد والأمل الذي يُسقط السلطة في نظرهم متمثّلةً في جبهة التحرير FLN فرفض الـ FIS التعديلات على قانون الانتخابات والتي كان هدفها قطع الطريق عليه في الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها لاحقاً بل وذهب زعيمها عباسي مدني أبعد من ذلك بالمطالبة برحيل رئيس الجمهورية وقتها الراحل الشاذلي بن جديد واصفاً ايّاه بـ مسمار جُحا اضغط هنا الدقيقة 17 و10 ثانية وهدّد بالاضراب في حال عدم الاستجابة ..وكان ذلك فعلاً رغم محاولات التّهدئة والوساطات يوم 25 ماي 1991 وكانت المسيرات والتجمّعات وكان مُحدّدٌ له في البداية ثلاثة أيّام ولكن في ظلّ عدم استجابة السّلطة للمطالب قرّر الفيس الابقاء عليه مفتوحاً خاصّة بعد النّجاح والاستجابة العريضة له...وللأمانة والتاريخ نقول كان اضراباً ناجحاً وسلمياً ومنظّماً وشاملاً وقوياً بكلّ المقاييس وليس هناك من قرينة ولو بسيطة ناهيك عن دليل يشير الى عكس ذلك وماقيل من انتهاك وخروقات ليس لها أساس من الصّحة وكلّ انزلاق لم يحدث الاّ بعد مبادرة السّلطة لاستعمال العنف لتفريق المتظاهرين وكان ذلك بعد 02 جوان 1991 تاريخ خطاب الرئيس بن جديد اضغط على الرّابط هنا متجاهلاً مطالب الغاء القوانين الانتخابية المجحفة ...فقرّرت الجبهة الاضراب العام في شكل عصيان مدني غير معلن بتاريخ 03 و04 جوان على طريقة الثورة الايرانية لكن تدخّلت أجهزة المفترض بها الأمن باستعمال وسائل العرب القمعية العنيفة المعتادة الى يومنا هذا..ثمّ أُعلِنتْ حالة الطّوارئ والحصار خاصّة في المدن الكبرى ....وسالت الدّماء البريئة بين قتيل وجريح  وبدأت حكاية تّسعينات الدّم الجزائرية وملامحها القوية للأسف وخاصّة بالعاصمة وعلى رأسها ساحة أوّل ماي والشهداء وحسين داي والأبيار...وغيرها من المناطق الساخنة كالأخضرية وباب الواد.اضغط هنا.. ليس هناك من دليل على من أطلق الرصاص الحي لكن التقارير تشير أنّ سيارات مجهولة هي مصدرها والحديث قياس اضغط هنا؟؟؟ تتسارع الأحداث وتستقيل حكومة مولود حمروش وقتها وتأتي حكومة سيد أحمد غزالي وتتعهّد بابطال القوانين واعادة الأمور الى مجاريها فيستجيب قادة الـ FIS  فيتوقّف الاضراب يوم 08 جوان 1991 وتهدأ الأمور لكن.... ؟؟؟ تستمرّ حملة الاعتقالات والمداهمات في صفوف مناضلي وكوادر الجبهة  ومكاتبها والمساجد التي تنشط بها ولم يتم اعادة الموقوفين من العمّال المناضلين في الفيس الى مناصب عملهم ....ثمّ يأتي ظهور بعض أعضاء مجلس شورى الفيس على التلفزيون الرسمي الجزائري ليزيد الأمور طيناً على طين باعلانهم التّبرّؤ من القيادة الشهير بتاريخ 25 جوان 1991 وهم : الفقيه ، مراني وبن عزوز زبدة والهاشمي سحنوني الذي قال بعدها أنّه غُرّر به ولم يكن ينتوي قول ما قالوا من طعنٍ في القيادة واتهامها بالعنف وادخال الدولة في المجهول...في هذه الظروف العصيبة وتحت الضّغط والهرج والمرج وغياب الفطنة واتساع رغبة السّلطة ومن خلفها في توتير الأوضاع لتشوييه الفيس لفظ عبّاسي مدني من حيث شعر أو لم يشعر بكلمة السّر التي يُريدها أعداء الفيس في خطبة الجمعة 28 جوان 1991 وهي اعلان الجهاد في حال عدم رفع الحصار واستجابة الحكومة لشروط الجبهة اضغط على الرّابط هنا وتابع الدقيقة 35 و22 ثانية
وكذلك تدخّل علي بلحاج قبل ذلك لاجازته حمل السلاح في وجه السلطة بتاريخ 18 جوان اضغط على الرّابط هنا.وهو ما برّر اعتقالهما أي عباسي وعلي بلحاج وأهم رموز الجبهة كـ : علي جدّي وقمازي وشيقارا وغيرهم ..فهل كان تهديد عباسي مدني بالجهاد القشّة التي قسمت ظهر السلطة أمْ أنّ القوم بيّتوا لذلك بسببٍ وبغير سبب وكيف يكون مصير الأحداث والفيس خاصّةً بعدها وهل كان الشاذلي بن جديد على علمٍ بكلّ مايحدث وسيحدث تابعوا الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.