الاثنين، 4 فبراير 2013

العمل المسلّح الوقائي

بعد نتائج الانتخابات البلدية والولائية الساحقة وما بدر من الفائز FIS حينها كما أسلفنا أجرى النظام الجزائري تعديلاً في قانون التقسيم الاداري كمحاولة لقطع الطريق عن الفيس في الانتخابات التشريعية لاحقاً ليبدأ الصّدام المباشر ...لكن قبل أنْ نتحدّث عن اضراب الجبهة الشهير لابدّ من التّوقّف قليلاً دون اغراق في تشكّل وتبلور العمل المسلّح في الجزائر ،وبعد شعور الجبهة الاسلامية بالخطر بدأت فكرة حماية مشروعها وقياداتها من الأخطار الدّاهمة فجاءت فكرة انشاء ماأصطُلِح عليه العمل المسلّح الوقائي ورغم نفي قيادات الفيس لاحقاً له الاّ أنّ جميع القرائن والشهادات وخاصّة من عناصر هذا العمل تدلّ على موافقة القيادة عليه بل الأمر به وأكبر دليل مَنْ كلّف مخلوفي السّعيد ؟؟؟وهوضابط في الجيش وعضو مؤسس للجبهة الإسلامية للإنقاذ ورئيس تحرير جريدة المنقذ التابعة للفيس وصاحب كتاب: العصيان المدني بالعمل على الفكرة وفعلاً نشأ التنظيم وكان من أبرز قياداته نواة مصطفى بويعلي الذي  قُتل عام 1987 بينما كان يرى ضرورة اسقاط النظام بالعمل المسلّح وقتها فدخل هؤلاء الذين بقوا أحياءً السّجن وأُفرِج عنهم سنة 1990 بالعفو العام الذي أصدره الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وعلى رأسهم عبد القادر شبوطي وبعة عزالدّين ومنصوري الملياني وكان دور مخلوفي هو تجميع وتنظيم هذا الكيان والتنسيق مع عناصر من الجيش يؤمنون بخط الفيس ومن بينهم النّقيبان أحمد شوشان وأحمد زمرلي وغيرهما والعناصر المدنية وكما أشرنا على رأسها نواة بويعلي والأفغان الجزائريين كقاعدة وجنود لحماية المظاهرات والقيادات والحقيقة التي يمكن أنْ تُستشف من خلال تصريحات وتلميحات وكتابات بعضهم وعلى رأسهم النّقيب شوشان أنّ الفكرة السّرية هي التحضير لانقلاب أبيض في حال قرّر النظام الانقلاب على الارادة الشعبية ....وهنا لابدّ من الاشارة الى أنّ هؤلاء ينقسمون بين من كان فعلاً يريد العمل الوقائي وحماية العمل السياسي السلمي وبين من كان يتغطّى به للوصول الى مآرب أخرى ستظهر لاحقاً والدّليل تصريحاتهم المتواترة بعدها أنّهم لم يكونوا يؤمنون بالعمل السلمي والديمقراطية أصلاً وغالبهم أصحاب الفكر الجهادي والأخطر التكفيري ...ولكن يبقى السّؤال أين كانت أجهزة الأمن من كلّ هذا وهل كانت على علمٍ بذلك ؟؟؟ الجواب قطعاً نعم ...فلماذا سكتَتْ عنه وتركته هنا يثور التساؤل الوجيه والأصوب ؟؟؟ المهم تسارعت الأحداث ودخل الفيس في اضراب 25 ماي 1991 تنديداً بقانون الانتخابات ...فماذا سوف يحدث وكيف تتطوّر الأمور هذا ما سوف نعرفه لاحقاً...
النقيب أحمد شوشان
الضابط مخلوفي السّعيد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.