الثلاثاء، 2 أبريل 2013

انقلاب يناير 1992


انتظر الجميع الدور الثاني للانتخابات المفترض بتاريخ 11 أو 12 يناير 1992 وخاصّةً بعد ادراك قيادة الفيس لخطورة الوضع بقيادة المرحوم عبدالقادر حشّاني الذي قدّم تنازلات كبيرة جدّاً للسلطة أهمها أنّ الحزب سيكتفي في الدور الثاني بنتيجة الدور الأوّل(188 مقعداً) وسيأمر مناضليه بالانتخاب لصالح جبهة التحرير كما أنه سيتنازل لحزب آيت أحمد برئاسة الحكومة(القوى الاشتراكية) ويكتفي هو(جبهة الانقاذ) بثلاث حقائب: العدل والتربية والشؤون الاجتماعية وهو ما كشف عنه السيد د/اأحمد الطالب الابراهيمي وزير الخارجية والاعلام السابق شهادة الطالب الابراهيمي اضغط هنا  اضغط هنا ولكن جَرَت الرياح بما لا تشتهي السّفن ويُقرِّر المقرّرون - بمباركة وصمتٍ عالميين مشبوهين أو هكذا ظهر على الأقل حينها - توقيف المسار الانتخابي واعلان استقالة أو بالأحرى اقالة الرئيس الرّاحل الشاذلي بن جديد الذي رفض تبنّي هذا القرار وهذه آيةٌ كبرى تستوجبُ الاشادة بالرّجل وتحيّته والتَّرحّم عليه فقد كان شهماً الى آخر دقيقة الى أبعد حدود اضغط هنا.
من هم المقرّرون؟؟ قطعاً جنرالات العسكر الرّادكاليين أو ما يُصطلح عليهم في الجزائر جنرالات فرنسا وعلى رئسهم اللواء خالد نزار وزير الدفاع آنذاك الذي اعترف رسمياً بذلك بموافقة وتقاطع المصالح مع بارونات المال الفاسد والجناح الاستئصالي في السلطة كـ علي هارون ورضا مالك وغيرهما
من اليمين الى اليسار: سعيد سعدي وعلي هارون وخالد نزّار
..لتدخل البلاد في نفقٍ مظلمٍ لايعلم مصيره الاّ الله تعالى :انّها العشرية الحمراء والسوداء والحرب القذرة والمأساة الوطنية وغيرها من التسميات التي أطلقها الجزائريون على هذه المرحلة من عمر الدولة...مؤسفٌ ومحزنٌ حقّاً أنْ يتولّى القرارات الخطيرة عن الأمّة ثلّة من الجهلة والسطحيين والنفعيين المرتزقة فتستسلم لهم لتدفع ثمن غبائهم وأنانيتهم من الأنّفس والمال والوقت ...حينما تسمع كلامهم وتبريراتهم وقتها أو حتّى اليوم عبر مذكّراتهم الوسخة تشعر بالغثيان والدوار :معقوووول أنْ تُحطِّم وطناً فوق رؤوس ساكنيه بدعوى حمايتهم من خطر الاسلاميين والارهاب كما زعموا ويزعمون تماماً كما يفعل نظام بشار الأسد السوري اليوم وفعل قبله القذّافي في ليبيا دمارٌ وخرابٌ وأكثر من 200 ألف قتيل و20 ألف مختفي ومفقود من ضحايا الاختطاف الذي لم تحلّ مشكلتهم الى يومنا هذا ومئات آلاف الجرحى والمسجونين والمعتقلين ناهيك عن ملايير الدولارات من الخسائر المادية هي نتائج قراراتهم الحمقاء للانقلاب على الشرعية الشعبية حيث كان بالامكان ترك التجربة الديمقراطية تستمر والشعب هو الحَكَم على نجاحها ومباركتها وتشجيعها أو استبدال الفائزين ديمقراطياً عبر دورية الانتخاب في حال أثبتوا فشل أدائهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيره ...وبالتالي تجنيب البلاد الكارثة لكن وبكلّ أسف هذه هي حال الدول ذات الأنظمة  الشمولية الاستبدادية وهو ماحدث يومها وهو غذاءٌ فعّال للارهاب والجريمة والفساد بكلّ أنواعه وتفاصيله الظاهرة والخفية والمتداخلة ...
وبالعودة للأحداث فقبل شهرٍ من توقيف الانتخابات كانت مدينة قمار اضغط هنا بالوادي 28 نوفمبر 1991على موعدٍ مع أحداث دامية تعتبر مدخلاً ونُزهة لما سوف يحدث لاحقا من مسلسل العنف والدّمار والدماء والدموع للأسف كما سوف نرى بالتفصيل انْ شاء الله تعالى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.