الجمعة، 31 مايو 2013

من قتل بوضياف ؟؟؟

انّ ماحدث في التسعينات ويحدث اليوم صورة طبق الأصل ، في الأولى انقلابٌ على الشرعية الشعبية واليوم ماي 2013 انقلابٌ على الشرعية الدستورية :رئيسٌ مريض عاجز لكن ذات العصابة ترفض تطبيق إرادة الشعب الدستور المادة 88
كما اتفقنا سابقاً هذه السطور ليست مرتبطة بزمنٍ بذاته لتجمد معه ولا تأريخاً صِرفا وإنما نقرأ من خلالها أحداث التسعينات لنستشرف اليوم وغداً وهل استطاعت مؤسسات الجزائر أن تبني دولة مدنية محترمةالمهم نعود للسلسلة المفقودة : أُوقِف المسار الانتخابي فوجد المُوقِفون أنفسهم أمام فراغٍ دستوري لم يتطرّق له المشرِّع من قبل واعتراض ورفض من طرف أبرز القيادات السياسية التاريخية أهمّهم آيت أحمد وعبد الحميد مهري ممّا اضطرّهم الى ابتكار فكرة الحكم الجماعي تتمثّل في قيادة مشتركة انتقالية فكانت : المجلس الأعلى للدولة في 14 يناير 1992 بعضوية :علي كافي وعلي هارون وتيجاني هدّام وخالد نزّار في هذه الأثناء كان اللواء خالد نزّار باعترافه لاحقاً حسب ما أورد في مذكّراته على قدمٍ وساق في البحث عن رئيس لهذا الكيان يُناسب المرحلة فكان الاختيار على المرحوم محمّد بوضياف وهو أحد رجالات وقادة الجناح السياسي للثورة الجزائرية للتحرير وبعد مفاوضاتٍ عسيرة ماراطونية بمساعدة صديقه علي هارون تمّ اقناع الرّجل ليعود الى أرض الوطن بعد منفى اختياري دام ثلاث عقود تقريباً بالمغرب الشقيق (القُنيطرة) وكان ذلك يوم 16 يناير1992 ليتقلّد الرئاسة في ذات اليوم ويومها
محمد بوضياف لحظة الاغتيال
قال جئتُ لخير البلاد ولحقن الدماءولالغا
ء الفساد والرشوة واحقاق العدالة الاجتماعية , ودعا القوى السياسية الى التوحّد لمواجهة التحديّات الجديدة , وطلب من الشعب الجزائري مساعدته في أداء مهامه , وقال : هذه يدي أمدّها الى الجميع بدون استثناءضغط هنا.
من اليسار الى اليمين : بوضياف، تيجاني هدّام ، علي كافي ، خالد نزّار، علي هارون
تسلّم الرّجل مقاليد الحكم بالمرادية وبدأ في تنفيذ ما ظنّ أنّه اتفق فيه مع العسكر حيث أوهموه أنّهم لن يتدخّلوا في قراراته وسيكون السيِّد شرط محاربة الارهاب حسب زعمهم وفعلاً بدأ بالشق الأوّل من برنامجه للأسف فكانت على يده وبتوقيعه أكبر جريمة عرفتها الجزائر الحديثة فتح معتقلات(محتشدات) العار في الصحراء (عين امقل ، رقّان ، واد الناموس ..) اضغط هنا حيث تمّ اعتقال عشرات الآلاف من مناضلي الفيس (الحزب المُحلّ) والمتعاطفين معهم بل وأحياناً زُجّ بأُناسٍ لم تكن لهم فيها ناقةٌ ولا جمل تعسّفاً أو تصفية حسابات شخصية مع أفراد في هيئات نظامية غالباً وأمنية بتلفيقاتٍ وتُهمٍ واهية والشواهد والأدلّة اضغط هناعلى ذلك كثير وبعض أبطالها لا زالوا أحياءًااضغط هنا .
صورة لأحد المحتشدات في الصحراء
لكن هنا نطرح تساؤلا هامّاً: هل كان المرحوم بوضياف يقصد ذلك باعتباره رجلا تاريخياَ ؟؟ في اجتهادي والله أعلم أنّه أراد أنْ يُساير الجنرالات ويُبطل مزاعمهم حول الارهاب وعرقلته للدولة فأراد أنْ يقول لهم هاهم المسؤولون عمّا زعمتم في السجون والمحتشدات والمعتقلات وقد تمّ تحييدهم حتى تهدأ الأوضاع فتبطل حجّتهم فيبدأ بالشق الثاني من خُطّته التي انتوى عليها لكن ؟؟؟
بدأ بوضياف في شقّه الثاني من برنامجه الاصلاحي التغييري فأعلن عن ميلاد حزبه التجمّع الوطني الذي أراد من خلاله اعلان القطيعة مع الماضي فبدأ بحملةٍ كبيرة لمحاربة الفساد في أجهزة السلطة والادارة وهنا ...
وهنا وهنا فقط فقد لمس أسلاك الخطر والمتفجّرات وفي يوم مشهود من أيام تجمّعاته التي كان يشرح فيها مشاريعه وأفكاره بمدينة عَنَّابة بقصر الثقافة يوم 29 جوان 1992: يُغتال الرّجل بطريقة همجية بشعة على المباشر اضغط هنا وتُنسب الجريمة على الطريقة الكينيدية لفاعل مجهولٍ أو مجنونٍ معزول فردي قيل أنّه بومعرافي المبارك أحد حرّاسه الخواص (هذا الأخير أكّدت والدته أنّه عسكري توفّي منذ مدّة طبيعياً فمن الذي أظهروه في المحاكمة بعدها؟؟؟) وقيل ليس هو وقيل وقيل ....اضغط هنا
لمبارك بومعرافي

ويبقى الى يومنا هذا اللغز مَن وراء قتل بوضياف ولماذا وهذا ما أثارته زوجته السيّدة فتيحة اضغط هنا؟؟؟

يوارى بوضياف الثرى ولعلّ القاتل سار في جنازته وتُطلق 21 طلقة لتكريمه ويسجّى بالعلم الوطني وتنتهي معه أحلام التغيير والاصلاح واعادة الجزائر الى برّ الأمان والاستقرار وما كان ينتوي عليه من خيرٍ للبلاد والعباد كما نظنّه والله حسيبه لتدخل البلاد من جديد في نفق ٍ مظلمٍ من العنف والمجهول ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.