الاثنين، 15 يوليو 2013

مصرأمام تجربة تسعينات الجزائر

وأنا أكتب هذه المدونة عن ربيع تسعينات الجزائر يأبى البشر الاّ أن يُعيدوا التاريخ الذي نتحدّث عنه ليتجلّى لمن لا يعرف أو نسي المظهر بتفاصيله بل ويستنسخون تجارب بعضهم ولو كانت دامية فاشلة بكلّ أسف : انّه انقلاب عسكر #مصر على شرعية انتخابية نزيهة وديمقراطية دستورية ، سبحان الله ...
من لا يقرأ التاريخ جيّداً لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل : مايحدث اليوم في #مصر بتفاصيله استنساخ لتجربة تسعينات ا  # لجزائر مع رتوشات بسيطة حيث يعتقد الجميع أنّهم أذكياء ومعصومون لكنهم لا يُدركون حجم وهول ما يترتّب عن قراراتهم الآنية وما ينتظرهم جميعاً دون استثناء ..وبالعودة لتسلسل الأحداث في الجزائر فبعد الانقلاب على الشرعية هاهم ينقلبون على الرئيس الذي عيّنوه باغتياله أمام النّاس فتُعلن حالة الطوارئ ويبدأ العمل المسلّح كرد فعلٍ بقوّة ...عُيّن علي كافي خلفاً لبوضياف رئيساً للدولة ..
علي كافي
فترتفع وتيرة الأعمال المسلّحة والتفجيرات والاغتيالات بشكل رهيب دون أن يتسنّى لأحد أن يعرف الفاعل قطعاً وبالحُجّة والبيّنة ......كانت أرضاً خصبة لتصفية الحسابات من هنا وهناك تحت وباسم مكافحة الارهاب ومن الجانب الآخر الانتقام وضرب الطواغيت ..فمهما بلغ الانسان من درجة في اتقان الوصف لايمكن أن يوصل تلك المشاعر والأحاسيس المختلطة بالدّم والصراخ والآهات المنبعثة من الأطفال والشيوخ والأمهات والثكلى والمصابين جسدياً أمّا نفسياً فحدّث ولا حرج الى يومنا هذا مازال البعض يعاني جرّائها لايمكننا هنا أن نحصرها حالة بحالة لكننا سنتوقّف مع أهم المحطات:26 أوت 1992 يهتز مطار الجزائر العاصمة هواري بومدين بتفجير عنيف راح ضحيته العشرات من القتلى والمصابين لتتهم السلطة خلية حسين عبد الرحيم النائب في البرلمان الجزائري عن حزب الجبهة الاسلامية
حسين عبد الرحيم وأفراد الخلية المتهمة بتفجير المطار
محاكمة صورية وحكم بالاعدام يتم تنفيذه بسرعة في ظلّ استغلال عواطف الناس المستنكرة للانفجار لكن للقصّة رواية أخرى فالرجل رحمه الله كان من قيادات الحزب المحل وكلّ الشواهد والقرائن تدلّ على أنّه بريء وانّما لٌفِّقت له التهمة لتشوييه الحزب واتهامه بالعنف وهذه بعضها للتاريخ الذي لايزال مفتوحاً اضغط هنا شهادة جمال رصاف   شهادة أخت حسين عبد الرحيم   تحقيق حول تفجير المطار
في الوقت نفسه هذا لايعني عدم وجود جماعات مسلّحة كما أشرنا سابقاً كانت تنتوي الجهاد وتتربص له الأسباب وعلى رأسها الأفغان الجزائريون والذين كان لهم دور فعّال في العمليات النوعية وخاصّة اتقانهم أسلوب وتقنيات الكمائن والمفخّخات ..اذ بلغ عدد القتلى يومياً في صفوف قوات الأمن بمختلف أسلاكها 20 الى 30 قتيل ناهيكم عن الجرحى أمّا الجيش حدّث ولا حرج خاصّة اذا وضعنا في الحسبان جغرافيا وتضاريس الجزائر التي تساعد على تحرّك الجماعات المسلحة كمين ضد الجيش، يكذب من يقول أو يزعم أنّه كان يسيطر على الوضع فاختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف من يقتل الى درجة صار الناس يقولون مَنْ يقتل مَن ؟؟؟ الذي نعرفه أنّ الجميع يدفع فاتورة غباء وانفراد مجموعة من العسكر والانقلابيين اللّاأمن والخوف بقرار الانقلاب وماتبعه من قرارات ولّدت ردود أفعال لسنا بصدد تبرئتها أو تلميعها لأننا سوف نتعرّض لها لاحقاً ونتوقّف عندها بموضوعية وبحث لكن مايعنينا الآن هو ترسيخ فكرة غلاء وارتفاع فاتورة القرارات الغبية الساذجة : ذُبح العسكري والاسلامي وقوات الأمن والغير اسلامي والمثقّفين والاعلاميين كالمرحوم الصحفي طاهر جاووت وعبد الله خالف المدعو قاصدي مرباح مدير المخابرات في عهد الرئيس هواري بومدين ورئيس الحكومة في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد الذي أُغتيل اضغط هنا بتاريخ 21 أوت 1993 رفقة ابنه وأخيه وسائقه وحارسه الشخصي من طرف مجهولين حيث لا يزال السؤال مطروحاً الى يومنا هذا لمصلحة من تمّ ذلك ومن الفاعل اضغط هنا  ؟؟؟ ولم يُفتح تحقيق جاد حوله كما تطالب عائلته الى يومنا هذا اضغط هنا  خاصّة وأنّ الرجل كان يسعى حثيثاً لوضع حد للفتنة ؟؟ اضغط هنا 
عبد الله خالف المدعو قاصدي مرباح 
 
الطاهر جاووت
وغيرهم من الشعب  البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل فيما حدث ، أمّا اذا تحدّثنا عن الاقتصاد فخرابٌ بكلّ معنى الكلمة اذ فاقت الخسائر جرّاء أعمال الحرق والتخريب للمصانع والبُنى التحتية ملايير الدولارات وتعطّل مصالح الناس والبطالة أمّا عن المديونية ففاقت وقتها تسعة ملايير دولار....خوفٌ ورعب ولا أمن في كلّ ربوع الوطن وخاصّة المناطق ذات الكثافة السكانية والجبلية كالبليدة والبويرة والأخضرية في ظلّ هذه الظروف وتحديداً عام 1993 يبدأ تحرّك الوعي الجماهيري لتعلو أصوات محايدة مثقفة وعمّالية على رأسها المرحوم عبد الحق بن حمودة الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين الذي يُغتال لاحقاً 1996كما سوف نرى 
عبد الحق بن حمودة

لايجاد مخرج للأزمة والتي لن تكون الأخيرة لكنه يصطدم كالعادة مع تعجرف وتصلّب أطراف النزاع على حساب الوطن والشعب الجميع يدفع الثمن...يتم تهديد واختطاف الأجانب كما حدث مع الفرنسيين 24 أكتوبر 1993 لتُغلق السفارات ويرحل هروباً وخوفا أكثر من خمسة آلاف أجنبي وتنعزل #الجزائر ....هذه الكلمات في هذه الحلقة لأجل التاريخ ولأجل #مصر تحديداً وأهلها فهل يتصالحون ويتوافقون قبل فوات الأوان حيث لا ينفع النّدم...اللّهم أشهد أننا بلّغنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.