الخميس، 31 يناير 2013

الـ FIS في الامتحان والميدان الأوّل ؟؟


بعد فوزها الساحق في الانتخابات البلدية والولائية دخلت الجبهة الاسلامية للانقاذ(الفيس) المعترك التنفيذي والواقع والحكم من أوسع وأصعب أبوابه مصالح النّاس اليومية ونظراً لجهل وضعف مستوى وخبرة وبصيرة أغلب قياداتها واطاراتها وأدواتها التنفيذية الذي دلّ عليه الواقع والتاريخ والأحداث لاحقاً الذين لم يكونوا مؤهّلين لهذه المسؤولية من جوانب عدّة أهمها العلم وخاصّة فقه الأولويات والحكمة فعِوَض أن يشتغلوا بهموم الناس كالقضاء على البيروقراطية الادارية والاعتناء بالبنى التحتية وتهيئة الاقليم والبيئة ونظافة المحيط والتشغيل والسكن حسب مايُخوّل لهم في حدود صلاحياتهم آنذاك ...الخ ،أقول اشتغل أغلبهم بصراعات تافهة جانبية يرفضها المنطق والحكمة والواقع رغم أنّ ظاهرها الحقّ والدّين فمثلاً لايجوز أن تُحدّث جائعاً عن الدّين بينما في امكانك اطعامه وهكذا دخلوا في صراع مع زملائهم في العمل ومع نظرائهم من الأحزاب الأخرى ومع المجتمع حول المعتقدات والاديولوجيات والحلال والحرام وصل أحياناً الى حدّ الشجار العنيف وخاصّة في البلديات التي يحوزون فيها على الأغلبية حُجّتهم في ذلك ارادة الشعب التي يمتلكونها انطلاقاً من نتائج الصناديق ومن بين أهم شواهد ومظاهر ذلك مسألة غلق دور ومتاحف السينما والثّقافة والمتنزّهات والسباحة والرياضات الجماعية والفنادق السياحية والمهرجانات ذات العلاقة بعادات النّاس الثقافية والعرفية بذريعة محاربة البدعة كما فعلوا ذلك مع الزوايا وزيارة الأضرحة وهكذا.... ومع هذا يمكن أنْ نجد عذراً لهذا الفكر لو وضع بديلاً راقياً وعلمياً ومحايداً بنّاءًا ولكنها تحوّلت للأسف الى محاضن خطاب الفرقة والشحناء والتّطرّف والاقصاء وفي أحسن أحوالها الغلق ضف الى ذلك طلب قيادة الفيس من قيادة النظام وقتها(شهري ينايروفبراير 1991) فتح باب الجهاد دعماً للنظام العراقي ضد الغزو الأمريكي ممّا لو حدث لأدخل الجزائر كدولة في صدام مع أمريكا وحلفائها ...هذه هي الصورة والواقع للأسف أحبّ من أحبّ وعارض من عارض بالسّجع والبلاغة والتعريض وتزييف الحقائق... لسنا في حاجّة كلّ مرّة لنقول لايعني كلامنا أنّنا نلمِّع النّظام الجزائري القائم يومها ولا بعدها ولا اليوم بل بالعكس ذكرنا وسنذكر فساده وكوارثه وجرائمه كما ليس معناه أنّ جميع أفراد وقيادات الفيس كذلك يقيناً وقطعاً لا فقد كان بها ومعها مثقّفون وعلماء وحكماء لكن ضاع صوتهم وسط الأغلبية المتطرّفة ولكن لايمكننا بالمقابل أنْ نقبل أونسكُتَ عن بديلٍ أسوء من النظام القائم وما واقع الجماعات الاسلامية المتطرّفة التي حكمت في أفغانستان ومالي الاّ شاهدٌ على هذا الانحراف والتطرّف الفكري والديني وهنا نورد بعض الشواهد والقرائن ذات الصّلة بالموضوع امّا للفيس مباشرة أو بالفكر الذي يحمله بعض قياداته وأتباعه خاصّة الذين أتوا من أفغانستان أو ينتمون لهذا الفكر من الدّاخل يومها كما سنتطرّق لذلك لاحقاً....

شعرالنّظام حينها بالخطورة فقام باجراء تعديل على قانون الانتخابات ليقطع الطريق عن الفيس لاحقاً أي في الانتخابات التشريعية فجاءت أحداث جوان 1991 وهذا ما سنأتي عليه بالتّفصيل كما سنثير بعض التساؤلات ونجتهد في الاجابة عنها مثل : لماذا رغم كلّ هذا التّشدد الذي أشرنا اليه الاّ أنّ الفيس ازداد شعبيةً؟؟؟.....هكذا كانت الصورة والبداية التي قدّمت وخمّرت وأعطت الذريعة لِما سيأتي بعدها.... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.